karokali...
ونيكود هو معيار عالمي موحد لتمثيل النصوص والرموز في الحواسيب والأجهزة الرقمية. ظهر لأول مرة في عام 1991 كمبادرة تهدف إلى توحيد ترميز جميع أنظمة الكتابة في العالم، سواء كانت مستخدمة حالياً أو تاريخية. يعمل يونيكود على حل مشكلة عدم التوافق بين أنظمة الترميز المختلفة، حيث يوفر لكل حرف أو رمز رقماً فريداً بغض النظر عن المنصة أو البرنامج أو اللغة المستخدمة.
يغطي يونيكود اليوم أكثر من 150 نظام كتابة، من اللغات الشائعة مثل العربية والصينية إلى اللغات المهددة بالانقراض والنصوص التاريخية. يتم تحديث المعيار بانتظام لإضافة أنظمة كتابة جديدة وتحسين دعم اللغات القائمة. يعتمد يونيكود على وحدات ترميز تسمى "نقاط الشفرة" (code points)، حيث يتم تخصيص نطاقات محددة لكل نظام كتابي.
أصبح يونيكود أساساً مهماً للعولمة الرقمية، حيث يمكّن المستخدمين من كتابة لغاتهم الأصلية ومشاركتها عبر الإنترنت بسهولة. كما يلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على التراث اللغوي والثقافي، خاصة للغات التي لا تملك أنظمة كتابة معترف بها سابقاً في العالم الرقمي.
تشهد لغة الزغاوة (بريا إرفي) حالياً مرحلة تاريخية مهمة مع تقديم مقترح رسمي لضم حروفها إلى نظام يونيكود العالمي. يأتي هذا التطور بعد سنوات من الجهود الحثيثة التي بذلها الباحثون والنشطاء الثقافيون من أبناء المجتمع الزغاوي.
النطاق المقترح لترميز الحروف يقع بين U+16EA0 وU+16EDF في المستوى التكميلي متعدد اللغات. يشمل هذا النطاق 50 حرفاً، موزعة على 25 حرفاً كبيراً و25 حرفاً صغيراً، مع ترك مساحة فارغة لاحتمالية إضافة حروف جديدة في المستقبل.
يتميز نظام الكتابة الزغاوي بعدة خصائص فريدة تدعمها مواصفات يونيكود، منها اتجاه الكتابة من اليسار إلى اليمين، وإمكانية استخدام علامات التشكيل لتمثيل النغمات والخصائص الصوتية المميزة للغة. كما يشمل المقترح حروفاً خاصة مثل القاف الرجعي .
على الصعيد التقني، يصاحب هذا المقترح تطوير خطوط رقمية متكاملة ولوحات مفاتيح افتراضية تسهل استخدام الحروف على الأجهزة الإلكترونية. كما يجري العمل على ضمان توافق النظام مع أنظمة التشغيل الرئيسية مثل ويندوز وماك وأندرويد.
يمثل هذا الترميز خطوة حاسمة في الحفاظ على الهوية الثقافية للزغاوة، حيث سيمكن الأجيال القادمة من استخدام لغتهم الأم في المجال الرقمي. كما سيسهل عملية إنتاج المحتوى التعليمي والنشر الإلكتروني باللغة الزغاوية.
حالياً، يمر المقترح بمراحل التقييم النهائية من قبل لجنة يونيكود التقنية. ويتوقع الخبراء أن يتم إقرار الترميز بشكل رسمي في الإصدارات القادمة من المعيار العالمي، مما سيفتح الباب أمام دعم أوسع للنظام الكتابي الزغاوي في مختلف التطبيقات والمنصات الرقمية.
🖊️ بواسطة Al sadick Ismail Altoum في 02 Aug 2025
لا توجد تعليقات بعد.