يعود أصل حروف لغة الزغاوة إلى تقاليد قديمة لدى شعب الزغاوة في السودان و تشاد وجنوب ليبيا. فقد استمدت هذه الحروف من علامات "إرفي" أو "إربي" تعني بيوت الاجداد وهي الاقسام الصغيرة لامة الزعاواة "خشوم بيوت" و استخدمها ايضا الرعاة لتمييز ملكية الإبل والماشية منذ قرون عديدة. كانت هذه العلامات تمثل نظامًا بصريًا للتوثيق والمعرفة قبل تطوير نظام الكتابة.

في منتصف القرن العشرين، بدأت مرحلة مهمة عندما قام المعلم آدم تجير بجمع وتنظيم هذه الرموز التقليدية. خلال خمسينيات القرن الماضي، نجح في توثيق أكثر من 300 رمز تقليدي، مشكلًا بذلك الأساس الأولي لنظام الكتابة. كانت رؤيته تقوم على تحويل هذه الرموز التراثية إلى حروف أبجدية قابلة للاستخدام في الكتابة اليومية.

شهدت الفترة بين عامي 2000 و2010 تطورًا كبيرًا في النظام الكتابي، حيث قام الباحث صديق آدم عيسى بتحسين وتطوير الحروف. تم في هذه المرحلة تبسيط بعض الرموز المعقدة وتوحيد أشكال الحروف لتكون مناسبة للكتابة والطباعة. كما تمت إضافة حروف جديدة لاستيعاب جميع الأصوات خاصة للغة الزغاوة.

مع دخول العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، بدأت مرحلة التكامل الرقمي للنظام الكتابي. تعاونت منظمة SIL الدولية مع مطورين من المجتمع الزغاوي لإنشاء أول خط حاسوبي للنصوص. في عام 2012، تم إصدار أول خط رقمي يمكن استخدامه في الحواسيب والهواتف الذكية.

أما في السنوات الأخيرة، فقد انتشر النظام الكتابي بين مجتمعات الزغاوة في المهجر. قام نشطاء في مصر وتركيا وإسرائيل بتأليف كتيبات تعليمية وتنظيم دورات تدريبية عبر الإنترنت. كما تم إنشاء مجموعات واتساب تعليمية يصل عدد أعضائها إلى المئات، مما ساهم في انتشار الكتابة بين الأجيال الشابة.

تحتوي أبجدية بريا إرفي على 25 حرفًا أساسيًا، منها 5 حروف علة و20 حرف ساكن. تتميز هذه الأبجدية بقدرتها على تمثيل نظام الانسجام الصوتي (ATR) الفريد في لغة الزغاوة، حيث توجد أزواج من حروف العلة المتوترة وغير المتوترة. كما تحتوي على حروف خاصة مثل القاف الرجعي (ɻ) الذي يميز اللهجات الزعاوة المختلفة.

في عام 2024، تم تقديم مقترح رسمي لترميز الحروف في نظام يونيكود العالمي، مما يمثل خطوة مهمة نحو الاعتراف الدولي بهذا النظام الكتابي الفريد. يأمل المجتمع الزغاوي أن يساهم هذا في الحفاظ على لغتهم وهويتهم الثقافية للأجيال القادمة.